آلمتنا جميعاً صور المعاناة المتكررة لأهالينا في مخيمات النزوح…. كم أبكت من قلوب وكم أدمت من مآقي، تلك الأقدام الغارقة في الطين.. ولكن أبت الأيادي البيضاء أن تستكين ولهذا الحال أن ترضى وتلين. فانبرى ابناؤكم في وقف غازي ليشاركوا في حمل المسؤولية وليؤدوا أقل الواجب تجاه إخوانهم وأخواتهم، فكان مشروعهم في بناء مخيم غازي لإيواء أهالينا من العائلات الصامدة الصابرة. المشروع الذي استمر على 3 مراحل والذي وفر العديد من فرص العمل لإخوتنا في المخيمات، وضعت أولى لبناته في 20 كانون الثاني من العام الحالي، لتنطلق مسيرة العمل بعزم وإصرار تحدى أسوأ الظروف الجوية ونجح في رفع أساسات المنازل في فترة قياسية حيث تم الانتهاء من بناء الجدران أولاً ثم شُرِع بتمديد الصرف الصحي وإعداد النوافذ والأبواب، ليُصار في المرحلة الثانية إلى تركيب الأسقف المستعارة والعوازل، وتهيئة الأرضيات وتسوية وتمليس الجدران وأخيراً تم إنجاز التشطيبات النهائية وإتمام كافة أعمال الإكساء لتصبح الوحدات السكنية جاهزة لاستقبال أهالينا الصامدين. وأخيراً ومع بزوغ شمس السابع من نيسان على بلدة باريشا تكللت جهود الأيام الطويلة، وانتهت آلام سنين من النزوح والمبيت في خيمة لا تقي قيظ صيفٍ ولا برد شتاءٍ لأكثر من 150 شخصاً من أخوتنا وأخواتنا الأحرار، إذ صار لهم أخيراً سقف يؤويهم، وصار لنا شرف العمل على خدمتهم.

 

التعليقات معطلة.